top of page

معنى المسيح

قال الإمام أبو جعفر النحاس: في اشتقاق اسم المسيح عليه السلام خمسة أقوال:

 1-أنه قيل له مسيح لسياحته في الأرض، وهو فعيل من مسح الأرض أي قطعها بالسياحة.

2-قيل مسيح لأنه كان ممسوح الرِجْل ليس لرجله أخمص، والأخمص ما لا يمس الأرض من باطن الرجل.

3- وقيل سمي مسيحا لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن.

4- وقيل سمي مسيحا لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ.

5-وقيل المسيح الصديق.

 

عيسى ويسوع:

يقول المسيحيون أن اسم يسوع في اللغة العبرية: يشوع، أو يهوشع  يعني "يهوه يخلّص"؛ وهو يتألّف من كلمتين: يهوه وتعني الكائن، و"شع" الذي هو فعل الخلاص.

وتابعهم بعض المفسرين في هذا الخطأ فقال: (وعيسى أصله: يسوع , كما قالوا في موسى: أصله موشى, أو ميشا – بالعبرانية؛ فيكون من الاشتقاق الأوسط لأنه يُشترط فيه وجود الحروف لا ترتيبها)

والسؤال هنا: لماذا تُرجم اسم المسيح إلى "يسوع" ولم يترجم كما هو في أصله العبراني: يشوع أو يهشوع؟ لماذا تم تغيير الشين إلى سين؟

والحق أن اسم "يسوع" ليس اسما عبريا أنما هو اسم عربي، لم يُعرف إلا بعد ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية في القرن السادس عشر الميلادي، فلماذا لم يُطلق على المسيح اسم "يسوع" إلا بعد ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية، أما قبل ذلك فلم يطلق هذا الاسم على المسيح عليه السلام؟

أقول اسم يسوع له عدة معاني في اللغة العربية، يقال:

1- ساع الماء: جرى على وجه الأرض.

2- ساع الشيء سيعا وسيوعا: هَلَكَ

وعلى المعنى الأول فإن اسم يسوع معناه "يسوح" يعني يجري على وجه الأرض ولا يستقر، وهذا معنى من معاني المسيح الذي قيل إنه سمي مسيح لسياحته في الأرض، وهو من مَسَح الأرض أي قطعها بالسياحة. وهو يوافق الكلمة العربية: ساع يسوع سوعا.

أما على المعنى الثاني: ساع يسوع سيوعا يعني هلك، فهو أيضا يشير إلى المسيح- الذي هو حسب اعتقاد المسيحيين- أهلك نفسه من اجل انقاذ البشرية وخلاصها.

والحق أن تسمية القرآن للمسيح هي التسمية الحقة لأنها هي التي كانت تطلق على السيد المسيح؛ لأنه من المعروف أن أول لغة كتبت بها الأناجيل هي اللغة اليونانية، وكلمة المسيح في اللغة اليونانية هي "ايسوس" باتفاق المؤرخين. والحرف الأخير في اللغات اللاتينية لا ينطق إن كان حرفا ساكنا، وحرف السين من الحروف الساكنة، وهذا على سبيل المثال يتضح في اللغة الفرنسية؛ التي هي فرع من فروع اللغة اللاتينية ، فنجد أن حرف السين لا ينطق في آخر الكلمات الفرنسية مثل كلمة (ils ) الذي معناها ضمير هم، فإنها تكتب إلس ولكنها تنطق إيل. ومثل كلمة je suis فإنها تكتب (جُسْ ويس) لكنها تنطق جسوي. وكلمة radis  تكتب رَدِس، لكنها تنطق غدي.

وهكذا فإن كلمة ايسوس تكتب ايسوس ولكنها تنطق ايسو، أما الحرف الأول من كلمة "ايسو" الذي هو حرف الألف فينطق عوضا عن حرف العين في اللغة العربية؛ وبهذا فإن كلمة ايسوس تصبح عيسو، لكن القرآن ذكرها عيسى لماذا؟ حتى لا يتشابه عيسى في القرآن مع عيسو ابن اسحق المذكور في الكتاب المقدس الذي كان شخصا وحشيا وكثير الشعر ومن السهل خداعه والضحك عليه.

إذن كلمة عيسى اقرب هي نفسها كلمة "ايسوس" اللاتينية التي كانت تطلق على السيد المسيح وليست كلمة يسوع.

المراجع:

 

أبو جعفر النحاس: معاني القرآن الكريم، تحقيق الشيخ محمد الصابوني، جامعة أم القرى، 1988، ج 2/342

أبو حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي: اللباب في علوم الكتاب، دار الكتب العلمية، بيروت 1998، ج1/1070

إبراهيم مصطفى وآخرون: المعجم الوسيط، دار الدعوة، القاهرة، 1999، ج 1/486

© 2023 by Strategic Consulting. Proudly created with Wix.com

bottom of page