top of page

حوار د. محمود الشاعر أبو حسام

حاوره د. نافذ الشاعر

توجهت أنا والصديق عبد الكريم الشاعر "أبو محمود" إلى منزل د. محمود الشاعر "أبو حسام" لإجراء حوار معه؛ إذ كان قد وعدنا به بعد مناقشته رسالة الدكتوراه التي حصل عليها من الجامعة الاسلامية هذا العام. ويقع منزله في مكان مرتفع وهادئ في حي الدجاجنة، ولم ننتظر طويلاً على باب منزله الجميل حتى خرج إلينا هاشاً ومرحِّباً، واستقبلنا في غرفة الضيوف الأنيقة ذات الأثاث الفاخر، وما هي إلا لحظاتٌ حتى أحضر لنا طبقَ الحلوى والقهوة، وكنتُ أتعجَّبُ في نفسي كيف سيكون حال هذا الأثاث الفاخر لو حضر مع الضيوف بعضُ أطفالهم الأشقياء؟!

وتبادلنا الحديث الودي القصير، ثم أجرينا معه الحوار التالي الذي حرص على أنْ يكون بلغة عربية بليغة:  

س: عرِّفنا بنفسك وتاريخ ميلادك.

محمود سلامة  محمد الشاعر من مواليد خان يونس 1962م

س: ما هي الشهادات الجامعية التي حصلت عليها؟

أنهيت الدراسة الثانوية عام 1980م وبعدها حصلت على البكالوريوس  من كلية الآداب جامعة عين شمس، ودرجة الماجستير من المعهد العالي للدراسات الإسلامية من مصر، والدكتوراه من كلية الآداب من الجامعة الإسلامية هذا العام 2017م​

س:ماذا كان عنوان رسالة الدكتوراه؟

الدكتوراه كانت بعنوان: وسائل التعدية في القرآن الكريم دراسة نحوية وصفية..

س:هل اخترت اسم "التعدية" ولم تختر اسم "التعدي" خوفا من التباس معنى التعدي بالاعتداء على الغير؟

لا.. لأنّ التعدي والتعدية كلاهما مصدر لمادة لغوية واحدة، ويقصد بها الطريقة التي يتمكن بها الفعل القاصر من الوصول الى المفعول به، أو الفعل المتعدي لمفعول واحد يتعدى بها إلى أكثر من مفعول..

س: ما هي الأمور الصعبة التي واجهتك أثناء إعداد الرسالة؟

 أكثر شيء؛ المزواجة بين العمل الجامعي والدراسة ، حيث تطلّبت الدراسة بالجامعة الاسلامية قضاء أربعة فصول دراسية تمهيدا لكتابة الرسالة، التي استغرقت زهاء عام كامل، فضلاً عن الظروف التي نعيشها  في القطاع حيث الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.. ربما يهوّن البعض من هذه المشكلة! بأن المدة- الأربع أو الخمس ساعات- التي تأتي خلالها الكهرباء ممكن أن تسد رمق الباحث، أو الدارس.. لكن للأسف قد تأتي الكهرباء ولا تكون عقلية وذهن الباحث مستعدة للدراسة والبحث والكتابة.. لذا أنا اعتبرها أكبر مشكلة واجهتني في رحلة هذه الدراسة، ولا سيما أن الكثير من المراجع نعود فيها إلى الشبكة العنكبوتية للحصول على بعض الكتب التي لا يتأتى لنا كباحثين الوصول إليها نظراً للحصار المفروض علينا في قطاع غزة.

س:هل خطر في بالك أشياء جديدة كنت تتمنى أن تضيفها إلى الرسالة؟

 أعجبتني مقولة للأديب الراحل نجيب محفوظ عندما كتب ثلاثيته التي جاءت في (1000) صفحة قال: "عندما بدأت هذا المشوار لم أكن أظن للحظة أنها ستخرج في هذا الثوب؛ ولو كنت أعتقد أنني سأخرجها في هذا الحجم، ربما لترددت" حقيقة.. هناك جوانب للتعدية تستحق أن نقف عندها، وأن تفرد لها رسائل، بما لها من جمال ودلالة على عظمة اللغة العربية. وهذه الوسائل للأسف مهملة عند كثير من الدارسين، وعلى رأسها التعدي بحرف الجر؛ وسآتي بمثال يسير حيث قوله تعالى: (واختار موسى قومه سبعين رجلا) رُبَّ قائلٍ يقول: لِمَ حُذفَ حر الجر؟ حيثُ يتبادر إلى الذهن أنّ المقصود:  "واختار موسى من قومه سبعين رجلا" لكن لحذف حرف الجر والذي يُعرف- نحويا- بالنصب على نزع الخافض؛ كان لعلة وغاية أرادها الشارع الحكيم جلَّ اسمه وتعالى جدّه ؛ حيث إنّ بني إسرائيل لا يوجد فيهم بعد البحث والتنقيب عن الأخيار سوى هؤلاء السبعين! ولو قال: "من قومه" لفهم أنّ فيهم  من الأخيار الكثير، وهذا تعبير دقيق يكشف  طبيعة بني إسرائيل الذين نكثوا العهود مع نبيهم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.!

س: ألا يجوز أن يكون قوله تعالى (سبعين رجلا) عطف بيان لقومه؟ كما هو معروف في اللغة العربية وفي القرآن الكريم من الاكثار من عطف البيان؟

اللغة العربية تتسع لكل الاجتهادات. وأنا لست مع من يضع أو يقترح تفسيراً معينا ويتقوقع حوله، فقد يكون هذا وقد يكون ذاك، المهم ألا يخالف الشرع في التأويل.. وهذا دليل على عظمة اللغة العربية وعلى سعتها و قدرتها  على التعبير عن المعاني المتنوعة.

س: هل تخصصك جعلك حساسا لأخطاء الخطباء النحوية؟

 أكاد أجزم أنَّ الإنسان متوسط الثقافة يدرك بفطرته وبصفاء ذهنه  أنّ هذا الخطيب أو ذاك وقع في كثير من الأخطاء اللغوية دون أن يميّزها، لكن تخصصي أحياناً  يجعلني أشعر بالأسى والمرارة ، بل والغضب أحياناً؛ لأنَّ هناك فرق بين أن يقع الخطيب في خطأ غير مقصود، وبين أن تتكرر منه الأخطاء دون أن يميز، هذا ربما يغير المعنى ويخفي المراد.. لا.. بل الأذن- حتى للإنسان العادي- ربما تنفر من كلامه.

س: هل تنشغل أحيانا أثناء الخطبة أو الدرس بإعراب جملة سمعتها من أحد الخطباء لترى كيف يكون المعنى؟

 لا أعتقد أن الانسان المتمرّس المعايش للغة الفصحى بحاجة إلى أن يقضي وقتاً في الإعراب؛ لأنّ الأصل في الانسان   الخبير بلغته  أنْ يدرك الخطأ ويصوبه في ثوان.

س: هل تحب الشعر العربي؟

 الشعر ديوان العرب.. صور لنا حياة الامة العربية بشهامتها.. بكرامتها.. بمروءتها.. بقوتها.. بقيادتها للأمم في فترات طويلة حتى في العصر الجاهلي.. واذا أردنا أن نتعرف على قرآننا رجعنا إلى الشعر لنتعرف على كثير من معاني مفرداته التي تحدى الله عز وجل بها الإنس والجن.

س: من هم أكثر الشعراء الذين تأثرت بهم؟

في كل عصر من العصور هناك الكثير من الشعراء الذين تركوا بصمات في نفسي.. لو نظرنا إلى العصر الجاهلي لرأينا زهير بن أبي سُلمى، بحكمته.. برويته.. بإنزاله الناس منازلهم. أمّا في العصر الإسلامي  فحسان بن ثابت، ودفاعه القوي عن الدعوة الاسلامية. في حين أنّنى أعشق من شعراء العصر العباسي العباس بن الأحنف وقصائده الغزلية الرائعة التي تعبر عن عفة الإنسان العربي والفنان العربي.. أمَّا في العصر الحديث فهناك الكثير من الشعراء الذين عبروا عن مأساة شعبنا العربي وعن مأساة الحياة التي نعيشها..

س: هل أنت من أنصار الشعر العمودي أم الشعر الحر؟

في الحقيقة الحكم على ظاهر الأمور فيه ظلم للشعر بنوعيه! صدقني هناك من الشعر الحر.. بالمناسبة هو ليس حراً بهذا المعنى المشبوه،  إنّه شعر التفعيلة، وشعر التفعيلة شعر له قواعده، وله أسسه التي يبنى عليها كمبنى ضخم لابد أن يبنى على أسس قوية ومتينة، فإذا امتلك الشاعر ناصية لغته وعاش تجربته، وعبر عنها في هذا الثوب الجديد، فإنه سيكون مؤثراً ومقنعاً، وسيكون له أثر عظيم في نفوس السامعين. أما إن كان مجرد نثر لكلام، أو نظم لكلام منثور فهذا ليس بشعر بأي حال من الأحوال، كذلك عندما ننظر إلى القصيدة العمودية والشعر التقليدي والشاعر يجتهد ليتمم قافيته كيفما هبّ له، فلن يكون لها أثر في النفس.  يعني ذلك أنّ الشعر تعبير عن تجربة وجدانية أياً كان شكل القصيدة سواء أكان من الشعر العمودي أم من شعر التفعيلة.. فمتى استطاع الشاعر..  استطاع الفنان أن يؤثر فينا وأن يقنعنا وأن يجعلنا نعيش تجربته تكون قصيدته رائعة، المهم الشاعر الذي يستطيع ان يصور لنا تجربته كما عايشها..  فكثير من القصائد العمودية يتفاعل معها المتلقي  فيبكي تارة ، يطرب أخرى، ويحلّق مع الشاعر في عالمه الخاص وهناك من الشعر  ما لا يزيد عن مجرد كلام!

س: ما هو أكثر بيت شعر تحبه ودوما تردده؟

 كثير من الشعر العربي القديم من باب الحكم و روائعه  كثيرة حقيقة.. ولكن أرى في بيت المتنبي الذي يصور مأساة أمتنا وحالها والهوان الذي وصلنا إليه  ما يدفعني إلى ترديده دوماً حيث يقول فيه:

مَنْ يَهُنْ يَسهل الهَوانُ عليهِ ... ما لجرح بميت إيلامُ

إذا وصل الانسان لدرجة البلادة فلا يتأثر لكل ما يصيبه من مشقة ومن انتهاك للحرم  وعندها يكون قد حكم على نفسه بالموت!. أما من الشعر الجديد فرحمة الله على الشاعر "فاروق شوشة" الذي قال وكرر:

أخيراً يقول الدم العربي: تساويتُ والماءَ أصبحتُ لا طعم، لا لون، لا رائحة..

 فهذا مثال على الشعر التقليدي ، وذاك من شعر التفعيلة صورا الحال الذي يعيشه الشعب العربي..

س: ما رأيك في الأحزاب السياسة في فلسطين وأيهما تفضل؟

 كثرة الأحزاب المفروض أن تكون ظاهرة صحية، لأنّ الأصل  أنّ اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. أما أن يسعى كلُّ حزب لما يحقق مصلحته - هذا هو الواقع للآسف- هذا الذي أودى بكثير من تضحياتنا . ولا استثني حزبا.. فكلنا على هذا الدرب سائرون.. صدقني عندما جاءوا أيام الانتخابات، قلنا: يا جماعة  أنتم أمناء على الوطن.. مين يفوز يفوز.. لكن لا تعتبر خصمك  عدوّك ، اعتبره شريكك لأنه لا يقود الوطن حزب واحد، فلننظر إلى الأعداء.. الأعداء أحزاب.. أشكال وألوان، لكن عند مصلحة الوطن يد وحدة..!

س: يقال إنّ مخططاً قديماً أُعِدَّ لتفكيك العائلات العريقة وإحلال الأحزاب بدلا منها فهل تعتقد أن هذا المخطط قد نجح إلى حد ما؟

 أنا لا اعتقد حقيقة ذلك؛ لأنَّ الأحزاب تعتمد على العائلات.. ولو تأملنا عندما تقع الأحزاب في مأزق فإنها تمد كل الأيادي إلى العائلة.. وعندما تكون الغنائم فإنها تدير ظهرها  ونرى من يستثمرون هذه الأوضاع.. أما العائلة فهي العائلة، والعائلة ليست عنصرية حقيقة.. وإنما ظاهرة انضباطية، فعندما تكون مشاكل ، يكون للعائلة غالباً الدور الأبرز في توجيه الحدث والسيطرة على الموقف، حيث يكون لعمدة العائلة القول الفصل غالباً مما يجعله قادراً على أن يضبط الأمر.. ولعل ما تحياه عائلة الشاعر بكل ظروفها، أصدق مثال على ذلك.. فكم من مشكلة خُمدت في مهدها بفضل حكمة كثير من أبنائها وحرصهم على المصلحة العامة..!

س: هل ترى أن التحزب ساهم في تفكك عائلة الشاعر؟

 أكاد أجزم أنَّ هذه الظاهرة لم تجد لها في عائلة الشاعر من سبيل،  ففي أحلك الظروف: مَنْ دافع عن إخواننا في حركة حماس- أيام الأحداث- كان من أخوتهم في فتح، ومن دافع عن بعض الأخوة  من فتح كانوا من أخوتهم من حماس !.. وهذه مفخرة للعائلة.. لكن يوجد عائلات أخرى كان التحزب سبباً في دمارها.. عائلات معروفة ومشهود لها ولحتى الآن تجد الأخ لا يكلم أخاه، لكن عندنا حقيقة أنا مش شايف هذا بالمرة!

س: هل فكرت أن ترشح نفسك كمختار لعائلة الشاعر؟

 الحقيقة  أن هذه مسئولية ليست يسيرة.. تحتاج إلى التفرغ.. كما تحتاج إلى حنكة قد لا أمتلكها.. حقيقة.. لأنه كما تعلم أن هذا المنصب يحتاج إلى كثير من الألاعيب التي قد لا أمتلكها، لأنه إذا كنت صريحا في كل شيء تواجهك كل الألسنة دون أن ترحم.. حقيقة منصب المختار يحتاج إلى إنسان عنده دهاء، إنسان عنده حنكة في التعامل مع الناس: في إظهار ما يريد وقتما يريد وإخفاء ما لا يريد القوم. أما أن تكون صفحة بيضاء أمام الجميع فربما لا يُعْجب هذا الكثيرين .

س: ماذا تقترح للنهوض بطلاب عائلة الشاعر؟

 من المحزن أن نرى الكثير من أبنائنا الطلاب قد تخلفوا عن الركب ،  فعائلة بحجم عائلة الشاعر، كان الأولى أن نجد فيها الأعداد الكثيرة من المتفوقين من أبنائها.. وربما من الأسباب الكثيرة التي حالت وربما عرقلت ما نصبو إليه تقصيرنا نحن.. إذ لو وجد المتفوق التشجيع والإسناد منا، لكان حافزا لغيره ليتفوق.. ربما كانت الظروف المادية  عائقاً دون وصول أبنائنا المتفوقين إلى ما يصبوا إليه، مع أن كثيراً من العائلات تضع صندوقا لخدمة الطالب، لأنّه استثمار للعائلة وأجر عظيم لمن يسهم بتعليم أبنائنا.. وربما هذا يحفز الكثير من أبنائنا  خاصة الموهوبين من أبنائنا أن يكون لهم شأن.

س: هل ترى أن انشغالك بأمور الأسرة يضيع عليك بعض الاستفادة العلمية؟

 بالنسبة لهموم الأسر هذا لابد منه، يعني هذا تكليف بقدر ما لنا فيه من متعة فيه كذلك مشقة علينا. لكن ليس كل اليوم انشغال وليس كل اليوم دراسة .. أعتقد أن ساعة بصفاء ذهن تكفي عن يوم..  والقصة ليست هي هموم الأسرة فقط  التي تعكر صفو القارئ أو الدارس أو الباحث.. لا بل هموم المحيط بك.. هموم جيرانك.. هموم إخوانك.. هموم وطنك.. هموم دينك.. كل هذه تؤثر على نفسية الدارس وعلى نفسية الباحث، وربما  تحول بينه وبين الدارسة و البحث..

س: كيف تبدأ نهارك عادة؟

أبدأ بحمد الله بصلاة الفجر، وبعد الفجر لا أعرف للنوم طريقاً، يعني يمكن أفضل أوقات للدرس بعد صلاة الفجر، حتى تأتي ساعة العمل وننطلق إلى أعمالنا فيكون الإنسان إن شاء الله منشرح الصدر، هادئ البال، ليعود إلى البيت يستريح ويتفقد أحوال بيته، ويواصل إذا عنده أعباء دراسية، وأحيانا هذا يؤثر على المشاركات الاجتماعية.. فأحيانا لا يكون لدى الواحد وقت لمشاركة الأخوة والعائلة في بعض مناسباتهم، وإذا اقتنص الفرصة ربما لا تكون كافية للمجاملة!

س: ما هي هوايتك المفضلة؟

ربّما أنا مختلف عن كثير من أقراني الذين يقضون الكثير من أوقاتهم في مشاهدة كرة القدم أو الفرق الرياضية أو ما شابه ذلك.. أحيانا أعجب ببعض المباريات لكن ليست لدرجة التعلق بها.. يمكن أفضل هواية عندي أن أقرأ في موضوع أشعر أنه بعيد عني، يعني أنّي أجد متعة في أن أتعرف على شيء لا أجهله، أو أن أتعمق في شيء أعرفه سطحياً.

س: ماذا تتمنى لعائلة الشاعر ولشباب عائلة الشاعر؟

 أتمنى كل خير لهذه العائلة التي أتشرف حقيقة بالانتماء إليها، وأتمنى التوفيق والسداد لكل أبنائها، وألّا ينسوا في أيّ لحظة من لحظات حياتهم أنهم ثوب لهذه العائلة ينبغي أن يكونوا عنواناً لها.. وأن يكونوا شرفاً.. وأن يكونوا عزاً لهذه العائلة، حتى لا ينال مُغرضٌ منهم، أو أن نقلل من شأنها. فالكل يعرف هذه العائلة ويعرف تضحياتها، وينبغي أن نبعد عنها كل الشبهات التي تشينها.

و أتمنى أن نعيش في استقرار وفي محبة بعيدا عن الضغائن والمكائد والدسائس، لأننا كلنا أبناء وطن واحد، نعيش محنة واحدة.. هدفنا واحد.. وديننا واحد.. وينبغي أن نكون عند حسن ظن ربنا بنا.        والله الموفق ​

-        نشكرك على هذا اللقاء الممتع والطيب..

الله يبارك فيكم.. شرفتونا وأهلاً وسهلاً بكم

الأربعاء 28/12/2017م

bottom of page