حوار مع رجل الأعمال حسن الشاعر (أبو محمود)
حاوره د.نافذ الشاعر
وصلت أنا والصديق "خالد الشاعر ابو محمد" إلى بيت رجل الأعمال حسن الشاعر أبو محمود، بعد صلاة المغرب وانتظرناه في مجلس البيت المعد خصيصا لاستقبال الضيوف بشكل يومي. وجاء بعد فترة انتظار ورحب بنا، وهو يقول لي: "انت ابن صفي"!. وكان حسن الشاعر زميل دراستي في المرحلة الابتدائية منذ ما يقرب من 38 عاما؛ ولم أره بعد ذلك إلا رؤية عابرة مرتين أو ثلاثة وبالرغم من ذلك لم تتغير ملامحه كثيرا عن أيام المدرسة الابتدائية ولم يؤثر الزمن كثيرا في ملامحه.!
وكان حسن الشاعر تاجرا بالفطرة؛ حيث كان يجلب معه يوميا إلى المدرسة الابتدائية العصافير المختلفة التي كان يصيدها كي يبيعها لنا ونحن صغار..
وجلسنا للحديث ولكننا لم نقدر أن نحاوره بسبب الضيوف الذين أتوا وطال جلوسهم، ويبدو أنهم تجار أراضي أتوا ليفصل بينهم في خصومات، أو ليستشيروه في شراء وبيع بعض العقارات.
وكنا كلما اردنا أن نستأذن لننصرف يقول: "لنا اصبروا سوف أنتهي حالا وأفرغ لكم" وبقيننا ننتظر حوالي 3 ساعات حتى ذهب الضيوف وخلت الصالة تماما فأجرينا معه الحوار التالي:
-عرفنا بنفسك وتاريخ ميلادك
حسن محمود حسن الشاعر من مواليد خان يونس البلد بتاريخ 24/9/1966م
-لأي فرع من عائلة الشاعر تنتمي؟
فرع أبو قريدو..
-ما سبب تسمية هذا الفرع بهذا الاسم؟
والله ما سمعته وما عرفته أن جدي كان يدرِّي في جرن كبير، ومرَّ عنه ناس فقالوا: ايش بتسوي يا حاج؟ قال انا بدرِّي في التبن.. ثم عندما رجعوا وجدوه قد أكمل تدرية الجرن الكبير، فقالوا: هذا قرد! فطلعت عليهم.. وهذا كلام اكيد..
وضحك الجميع على هذه الكلمة..
-لأي مرحلة دراسية وصلت؟
للصف السادس الابتدائي..
-هل تذكر أحدا من عائلة الشاعر كان معك في المدرسة؟
طبعا.. في جيلي كان: عادل موسى الشاعر، والدكتور نافذ درويش الشاعر (ابن صفي)، وعصام عبد الشاعر (ابو فطاير)، وأحمد جبر الشاعر (في استراليا).. انا اعرف العائلة جيدا؛ لأن منتمي للعيلة كويس جدا..
- متى بدأت العمل بالتجارة؟
قبل 20 عام.
-ما سر نجاحك في التجارة؟
والله السر الجرأة أول حاجة.. والشجاعة مش الفلوس.. وقوة القلب.. طبعا إحنا في عيلة الشاعر بنحب المغامرات.. ليس لدينا حلول وسط.. يا غنى يا فقر.. يعني يا فوق فوق.. يا تحت تحت...!
-هل ترى نفسك محظوظ وتسير معك الأمور بسهولة ويسر؟
صحيح.! والله هذا توفيق من الله مش حظ.. أنا أصل إلى قاع الأرض وبطلع ولا معايا خبر.. وتكون اصابات موجعة.. ولكن الحمد لله أطلع منها دون أن أشعر..
-هل تتمنى أن أولادك يعملون في التجارة مثلك؟
صحيح.. مائة في المائة! وبشجع كمان كل شباب العيلة إنهم يعملوا في التجارة..
-ما رأيك في الأحزاب الفلسطينية في الساحة الفلسطينية؟
والله أنا رأيي المشكلة الفلسطينية هذه مشكلة دولية.. مش مشكلة فتح وحماس والجهاد.. مشكلتنا مع اكبر دولة في العالم، إحنا قاعدين أمريكا بتتحدانا.. إسرائيل هي امريكا.. وامريكيا هي عدوتنا وليس إسرائيل..
-هل تفتخر بانتمائك لعائلة الشاعر؟
صحيح مائة في المائة.! انا بفتخر أني من عائلة الشاعر!
-ما الشيء الذي تراه في عائلة الشاعر يميزها عن غيرها من العائلات؟
عائلة الشاعر تتميز بالكرم والشهامة.. ولدينا انتماء.. ومهما توجد مشاكل مع قريبي لا أرضى عليه الضيم.. أنا سافرت للحج وجاءني ناس من عائلة الشاعر (مائة جد لا نلتقي معهم) لكن جاءوا وأكرموني وعزموني.. والصراحة كان الواحد فيهم يشد الضهر.
-يقال أنك من أول المساهمين في بناء ديوان العائلة.. ما المبلغ الذي ساهمت به؟
أول مبلغ 10 آلاف دولار.. وبعدين مبالغ متفرقة للبلاط والاسمنت والأبواب والأحجار.. يمكن مجموعها 20 ألف دولار.. وانا من الناس الأوائل أنا والمرحوم محمود أبو فطاير، وخالد أبو محمد الذي كان معنا بمجهوده.. صراحة المرحوم (محمود ابو فطاير) له فضل.. وصراحة أنه أنجب ابنه الدكتور سعيد الذي ينتمي للعيلة وهو شايل اسم أبوه..
-كم المبالغ التي ساهم به الآخرون؟
والله الحاج سلامة هي أعلم مني بهذا الموضوع.. كان في اللجنة الحاج سلامة، والحاج أحمد، وأبو عاطف البشيتي رحمة الله عليه، ومحمود أبو فطاير كان هو الرأس.. ومجموعها يقدر بأكثر من 100 ألف دولار..
-هل ترى أن الديوان لا زال بحاجة إلى مزيد من التعمير والاصلاح؟
والله الديوان من أحسن الدواوين في قطاع غزة.. مكانه محترم.. ويمكن يكون الأول على مستوى قطاع غزة.. فقط ينقصه حجر قدسي خارجي وكمان طابق.. عرضنا على الحاج سلامة (أنا عرضت عليه شخصيا) وعرضت على عدنان أبو فطاير، وعرضت على عصام أبو فطاير، واستعدوا..
-ما اقتراحاتك للنهوض بعائلة الشاعر؟
اقتراحاتي..؟
والله سؤال جميل!..
أول حاجة يجب أن يكون صندوق في عائلة الشاعر يقوم عليه أصحاب رؤوس الأموال في عائلة الشاعر (ابتداء مني) لأنه يوجد شباب مش قادرين يتعلموا.. ويوجد شباب والله ماهم قادرين يتزوجوا.. ويجب ان توزع الزكاة على الأقارب حتى يحس الانسان بقريبه وابن عمه ويكون لديه انتماء.. أنا مثلا قبل 3 أيام جاءت -عندي- إلى المطعم امرأة من عائلة الشاعر هي وبناتها.. فقالت: كيف حالك يابن عم..؟ وأنا والله لا أعرفها.. وقمت بالواجب معها وسالتها: أنت بنت مين؟ فقالت: أنا بنت الحاج سالم.. فقلت لها: والله أنت أبوك على رأسي من فوق لأنه من أعيان العيلة.. يعني هي تفتخر بي لأني ابن عائلتها..
أنا أول شيء أناشد أن أموال الزكاة التي يخرجها الأغنياء خارج العيلة أن يخرجوها على فقراء العائلة.. لأني اعرف ناس محتاجة لا يسترها إلى الحيطان.. وبغض النظر أن هذا من فرع بشيتي أو أبو فطاير أو المحامدة، أو أبو عوض ووو.. نحتاج إلى لجان توعية عشان توعي الناس وتكون أمينة وعلى مستوى المسئولية..
-هل ترى أن نهضة العائلة يجب أن تكون على أيدي رجال الأعمال المخلصين للعائلة؟
هذا صحيح!. لأن المال هو الذي يتحكم في القوة.. وهو الذي يوجه البوصلة إلى الاتجاه الصحيح.. وذات مرة قال لي الحاج سعيد البشيتي رحمه الله: "لو انني امتلك الصحة لجعلت من عيلة الشاعر دولة حقيقية"!
-بماذا تنصح رجال الأعمال في عائلة الشاعر؟
أنصح رجال الأعمال في عائلة الشاعر أن يتجهوا إلى أهلهم في العائلة وهو أهم شيء.. وانصحهم أن يقفوا مع الضعفاء.. لأن الضعيف لازم يقوى يوم من الأيام ولن يبقى ضعيف.. لأنه لا القوي يبقى قوي، ولا الضعيف يبقى ضعيف.. وأنا أوجه الدعوة لرجال الأعمال في السعودية والدول الأوربية ودول الخليج عامة، أن ينظروا بعين الرحمة لأهلهم في قطاع غزة..
كيف ترى شباب عائلة الشاعر في الوقت الحاضر؟
والله في الوقت الحاضر هم أفضل من قبل عدة سنوات..
-هل تحب معالجة الأمور بالعنف ام بالحنكة والسياسة؟
بالحنكة والسياسة..
-لماذا؟
لأن باب التاجر من زجاج.. ومستحيل أن يكون بابه من زجاج ويذهب يرجم بيوت الناس.. يجب على الواحد أن يكون حكيم.. العنف لا يولد إلا العنف..
- هل ترى نفسك من جيل الشباب أم من جيل الشيوخ؟
وهنا رد الحاج حسن الشاعر بانفعال: أي شيوخ؟!.. أنا مع الشباب قلبا وقالبا.. ثم عاد إلى هدوئه فقال: أنا وسطي.. يعني مع الشيوخ ومع الشباب!.
- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
والله الحمد لله سأقوم- إن شاء الله- بالبناء في وسط مدينة خان يونس خلال السنوات القادمة.. أنا اشتريت الأرض وسأقوم ببناء برج في القلعة في المبني الموجود فيه أبو غريب صاحب مطعم الكباب أمام صيدلية ميشيل.. بجانب عمارة أبو دقة من الجهة الشرقية.. وبالنسبة لأخي ناهض (ابو هشام) بنى البرج الموجود في سوق الدنانير.. وطبعا لدينا (فش فرش).. ولدينا مصالح أخرى..
- بماذا تنصح التجار في عائلة الشاعر؟
أنصحهم بالاعتماد على النفس بعد الاعتماد على رب العالمين.. لأنه من جد وجد.. ومن ينام تنام عليه.. والتقوى أقوى.. وربنا رب قلوب مش رب لسانات.. وكل من يتقي الله في عمله فإن الله ينظر إليه..
- ما هي هوايتك المفضلة؟
هوياتي؟...
ثم بعد لحظة صمت لم تطل قال: أنا هوايتي أن أشتغل الحاجة المستحيلة الذي لا يقدر أن يشتغلها كل واحد.. لأن السهل كل واحد يقدر يشتغله.. أنا أريد حاجة أتمتع فيها.. يعني مثلا أنا عندما توجهت إلى (فش فرش) قالوا: هذا مستحيل ينجح.. وطبعا بحمد لله أصبح من أفضل المشاريع في قطاع غزة.. وبل في الوطن العربي.. وأنا أعزمك لتحضر تصوره وتضعه على موقع العيلة..
-نشكرك على هذا اللقاء الممتع والمفيد..
الله يحييكم ويبارك فيكم
الأربعاء 2018/1/17