top of page

حوار مع المهندس حمدي مرزوق الشاعر

​حاوره د.نافذ الشاعر

وصلنا إلى حي المحامدة الهادئ الذي يقطن فيه المهندس حمدي الشاعر، ودخلنا في شارعهم الفرعي المرصوف بأحجار البلاط الرمادية، ثم أوقفنا السيارة أمام منزله الذي كان يجلس على عتبته بعض الفتيات الصغار اللاتي كن يتهامسن، وطرقنا الباب بعدما أفسحت لنا الفتيات الطريق، واستقبلنا ابنه الذي أدخلنا إلى الصالة. وكان المهندس حمدي يستقبلنا على المدخل الذي قادنا إلى الصالة الأرضية الفسيحة المفروشة بالكنب في أحد أركانها المعد لاستقبال الضيوف، وكانت الصالة معتمة إلى حد ما بسبب انقطاع الكهرباء. وبرغم هدوء هذا الحي إلا أن ضجيج الصبية الذين يلعبون في الخارج كان يأتي إلينا بشكل واضح بحيث كان أحيانا يطغى على صوت المهندس الهادي الوقور. ثم بدأنا بالأسئلة قبل أن يشتد الظلام فلم أعد أرى الورقة والقلم:

س: نرحب بك ونتمني أن تعرفنا بنفسك وتاريخ ميلادك وشهادتك..

ج: حمدي مرزوق سلامة الشاعر، خريج جامعة الازهر مصر كلية الهندسة قسم هندسة مدنية سنة 1981

س: هل ندمت على اختيار هذا التخصص؟

ج: لالا.. لأني درست علم مفيد لنفسي وللآخرين

س: لماذا اخترت هذا التخصص؟

ج: التخصص كان حسب التنسيق الجامعي، لأنه كان نظام في ذلك الوقت أن يتم  تقديم طلبات للجانب المصري ثم يأتيك التنسيق على الجامعة التي يتم قبولك فيها حسب المجموع..

س: هل تتمنى أن أبناءك يدرسون نفس تخصصك؟

ج: بالنسبة لي أتمنى أن احد أبنائي يتعلم هندسة؛ ولكن طموح الإنسان ورغباته تتغير دائما..

س: هل أفادك هذا التخصص بحيث جعلك تنظر إلى الأشياء بطريقة مختلفة؟

ج: طبعا الهندسة علم يعطيك واقع الحياة وإمكانيات العمل من خلالها، كما ينمي عندك الإحساس بالمواد وكيفية عملها..

س: هل تشعر أحيانا ان حياتك الخاصة وعلاقاتك مع الناس متأثرة بالهندسة التي درستها؟

ج: طبعا العلم الذي يتعلمه الإنسان يعطي انطباعات على سلوك الإنسان وتحركاته وتطلعاته.. بلا شك يؤثر العلم والتخصص يؤثر في حياة الإنسان..

س: حدثنا عن مشوار حياتك في الوطن والخارج من وقت تخرجك والى غاية الآن..

ج: سافرت إلى السعودية عام 82 وبقيت هناك حتى عام 92 واشتغلت في الشؤون البلدية والقروية بالرياض. وخلال هذه الفترة عملت في متابعة مشاريع المملكة، وبعد عام 92 عدت إلى غزة فعملت كمشرف على تنفيذ  احد أبراج القلعة في خان يونس. وفي عام 94 عملت مع المجلس الاقتصادي الفلسطيني "بكدار" وبقيت في هذا المنصب لغاية عام 2016 وكنت فيه مديرا، وتنقلت في عدة مناصب ابتداء من المجلس حتى وصلت إلى مدير المنطقة الجنوبية في "بكدار"

س: ما رأيك في مؤسسة بكدار؟

ج: هي مؤسسة لها باع طويل  في بناء الوطن وأكثر من 80 %  من المشاريع التي نفذت منذ قدوم السلطة وحتى الآن سواء مستشفيات وطرق وكباري.. قامت بها بكدار؛ ومنها مبنى بلدية خان يونس الحالي.

س:هل تشعر أن الرابط بين أفراد عائلة الشاعر ضعيف ولا يوجد مخلصين يقوموا بلم شمل العائلة وتوحيد صفوفها؟

ج: الحقيقة عائلة الشاعر عائلة كبيرة وعريقة لكن تأثيرها في الوطن تأثير ضعيف. خذ على سبيل المثال بلدية خان يونس حيث لا يوجد فيها عضو واحد من عائلة الشاعر منذ تأسيسها وحتى تاريخه، برغم أن عائلات كثيرة اقل شانا من عائلة الشاعر لها أعضاء في البلدية منذ القديم..

س: ما السبب في ذلك؟

ج: لا يوجد كبار للفروع المختلفة للعائلة ولا يوجد أناس يتحملون المسئولية، والكل تارك الأمور تسير بلا متابعة ولا اهتمام.. مثلا بعض العائلات الأخرى لها "صندوق تبرعات" لرعاية الطلبة والعائلات الضعيفة وتكريم الطلبة المتفوقين وللمناسبات المختلفة..

س: هل توافق على أن تكون مسئول صندوق جمع التبرعات في العائلة؟

ج: والله هذا الأمر يحتاج إلى شخص مقتدر. وأنا اقترح أن يكون الصندوق عند شخص وضعه المالي جيد؛ بحيث عندما تحتاج العائلة للمال يدفع من حسابه الخاص!

س: من ترشح لهذا المنصب؟

ج: .......................

س: ما الآليات التي تقترح أن يتم جمع التبرعات من خلالها؟

ج: على المقتدرين أن يضعوا مبلغا من المال مثلا 50 شيكل في السنة في صندوق العائلة، ثم تكون لجنة متخصصة بحيث يكونوا مطلعين على أحوال الناس ويخصصوا مبلغا من المال للطلبة المحتاجين من اجل الدراسة في الجامعة..

س: هل أنت راض عن شباب عائلة الشاعر من حيث الالتزام الديني والأخلاقي؟

ج: بصفة عامة لا.. لكن يوجد أناس جيدون ولكن بصفة عامة لم يصلوا إلى المرحلة التي تليق بهذه العائلة العريقة..

س: ماذا تقترح للارتقاء بعائلة الشاعر؟

ج: إعطاءهم بعض الندوات وحثهم على التمسك بالأخلاق والتركيز على الآباء لمتابعة أبناءهم حتى يوصلوهم إلى طريق الأمان وكذلك محاسبة الناس الذين يسيئون لأنفسهم وللعائلة..

س: هل فكرت أن ترشح نفسك كمختار لعائلة الشاعر؟

ج: لا لم أفكر..!

س: بماذا تنصح شباب العائلة من واقع تجربتك في الحياة؟

ج: التركيز على العلم بقدر ما يستطيعون بحيث يحصلون على مستوى علمي يساعدهم في الحياة لرفع شانهم وشان عائلتهم..

س: هل سترشح نفسك لرئاسة البلدية؟

ج: إذا كانت الظروف الداخلية مناسبة فلا مانع أن يتحمل الإنسان المسئولية من اجل منفعة الناس ودفع مسار البلدية لأنها بحاجة إلى أناس مخلصين يتابعوا الأمور..

س: هل تقدر أن تقوم بواجباتك كرئيس بلدية بحيث تكون لك بصمة تختلف عن الآخرين؟

ج: والله أي منصب يمكن ان يفيد الناس أو يفيد البلدية لا يقصر فيه الإنسان، وهذا المنصب لا يأتي من الرغبة والتمني إنما يتم باختيار الناس عبر الانتخابات..

س: ما هي هواياتك المفضلة؟

ج: ليس لي هوايات خارج إطارات العمل والاهتمام بالأولاد ومتابعة الأحداث التي تدور حول الإنسان سواء في منطقتنا أو خارجها.

س: كم ساعة تقرأ يوميا ؟ وما أكثر شيء تقرأه؟

ج: والله حسب وقت الفراغ.. يعني  أنا أقرأ قران وبعض الكتب الدينية..

س: ما الأشياء التي تضايقك في خطب الجمعة والمواعظ؟

ج: المواضيع التي تخرج عن المألوف أو الدخول في مواضيع السياسة بتعمق وعدم طرق المواضيع المهمة للناس..

س: في أي ساعة تنام غالبا؟

ج: من الساعة 10-11

س: كيف تبدأ نهارك عادة؟

ج: من صلاة الفجر؛ ثم أمارس هواية المشي، وبعد الأحيان أستريح وبعد ذلك أصلى الضحى وأقرا ما تيسر من القرآن ثم اذهب إلى السوق وأقضى بعض المصالح..

س: هل تستخدم الكمبيوتر والانترنت؟ وما هي أكثر المواضيع التي تحب قراءتها؟

ج: نعم استخدم الكمبيوتر لأي عمل خاص كطباعة أوراق أو رسومات تخص الهندسة. وكنت أتابع المواقع الإخبارية في العمل، أما في الوقت الحاضر لا لأن النت يستخدم في التواصل الاجتماعي على نطاق ضيق..

س: هل تشعر أحيانا بأنك تضيع أوقاتك؟

ج: لا لان الوقت هو أثمن شيء في الحياة. ويجب على الإنسان أن يقضي اغلب أوقاته في عمل مصالح خاصة به..

25/10/2017

bottom of page