top of page

حوار مع د. حسن إبراهيم الشاعر

حاوره د. نافذ الشاعر

ذهبنا إلى منزل الدكتور حسن الشاعر الواقع في خربة العدس، وكان الوصول إليه شاقا نوعا ما؛ بسبب الاصلاحات التي تجري على الطريق العام في خربة العدس، وكان يصحبني في هذه الزيارة الصديق الودود عبد الكريم الشاعر الذي تربطه علاقات طيبة بجميع أفراد العائلة، ووصلنا إلى البيت وانتظرنا في غرفة الضيوف. وبعد قليل جاء الدكتور حسن، يسير ببطء ويتوكأ على عكاز بعد حادثة السير الخطيرة التي تعرض لها، وقابلنا بترحيبه الحار كعادته، ثم جلس يقص علينا تفاصيل الحادثة. وبعدها أجرينا معه الحوار التالي:

س: نرحب بك ونود أن تعرفنا بنفسك وتاريخ ميلادك..

ج: حسن أبراهيم الشاعر من مواليد 1950م

س: ما هو تخصصك الدقيق في الطب؟

ج: استشاري أطفال.. أكملت من الصحة استشاري أطفال..

س: هل لك أن تحدثنا عن ذكريات طفولتك وشبابك في عائلة الشاعر وخصوصا وأنت مواليد خان يونس..

ج: ترعرعت وسط هذه العائلة العريقة ونلت احترام الجميع سواء في المدرسة أو من أهل بلدي؛ لأني أنتمي إلى هذه العائلة ولأني كنت طالبا متفوقا من الصف الأول الابتدائي وحتى الجامعة. ودرست المرحلة الابتدائية في مدرسة أحمد عبد العزيز والاعدادية في مدرسة عبد القادر الحسيني، والثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية، وكان تخصصي "علمي" ووضع اسمى في لوحة الشرف سنة 1967 سنة الحرب، وكنت الرقم 2 في لوحة الشرف.

س:هل لا زلت تشعر أنك تنتمي لخان يونس أكثر من انتمائك لرفح؟

ج: بعدي عن خان يونس عمق ارتباطي بها، تماما كالمغناطيس والمعدن.

س: كيف كانت طريقتك في المذاكرة في المدرسة الاعدادية والثانوية والجامعة؟

ج: كانت طريقتي الاستماع إلى المدرس، ثم قراءة الموضوع في نفس اليوم، وكنت كل يوم جمعة أعيد قراءة جميع ما قراته خلال الاسبوع كله، وتلك كانت طريقتي من الصف الأول الابتدائي حتى الجامعة. وكانت اجازتي الحقيقية يومي الخميس والجمعة.

س: هل كنت تعد نفسك لأن تصبح طبيبا أم هذه الرغبة جاءتك بعدما اكملت الثانوية العامة؟

ج: لا.. هذه الرغبة جاءتني وانا في الجامعة؛ لأني دخلت علوم وحصلت على امتياز على مستوى الجمهورية؛ وكان تخصصي الدقيق في "كيمياء الخلية" وكان هذا تخصص دقيق وجديد عام 1972م. ولما قابلت زملاء نصحوني بدخول كلية الطب. وأذكر ذات يوم الشيخ كمال الأغا رحمه الله عندما سال أبي عن تخصصي فلم يعرف تخصصي؛ فقال لأبي يجب على ابنك هذا أن يصبح دكتور، ومن يومها أصبحت هذه الكلمة تتردد في نفسي، وكنت دائما أقول في نفسي سوف أحقق رغبة أبي في قبره، لكن أبي توفى عام 1970 قبل أن تتحقق رغبته رحمه الله..

س: حدثنا عن ذكرياتك أيام دراسة الطب في مصر..

ج: الحقيقة أحلى ايام العمر هي التي قضيتها في جمهورية مصر العربية، وقد بقيت حية في نفسي لغاية الان وستبقى كذلك إلى أن ألقى وجه ربي الكريم، فهي ذكريات عبرت أفق خيالي وداعبت فكري وظني، وهي احلى أيام العمر.. لقد كان زملائي المصريون يشجعونني على الدراسة كما كانوا يعيروني الكتب والكشاكيل. ولقد كنت متفوقا في كلية الطب ايضا؛ أذكر يوم الامتحان عندما جاءت دكتورة الميكروبولجي تمتحني فلما استمعت إلى إجابتي قالت: "انت دقيق لأنك بتجاوب على قدر السؤال". ثم قالت: "خذ سيجارة" قلت لها: لا ادخن، فقالت: خذ القلم واكتب علامتك بنفسك، قلت لها: لا اكتب شيئا، اكتبي أنت ما تشائين.

كما أذكر دكتورة أخرى اسمها فاطمة عابدين، وكانت تدرسنا الباثولوجي Pathology علم تشخيص الأمراض، وقالت: خذ ورقة وقلم وارسم جميع القرحات التي تعرفها، ورسمت لها جميع القرحات.. رسمت قرحة الجلد والشرايين والأوردة.. فقال دكتور آخر اسمه عادل لطفي بيومي كان يجلس: انت نسيت قرحة الأسنان، وكان ذلك في جامعة القاهرة فرسمت له قرحة الأسنان. وكان لهذه الدكتورة بنت وحيدة ماتت في حادث، وبعدها تدهورت صحتها وتحطم كبرياءها واصيبت بالزهايمر وماتت سريعا.

س: كيف مارست الطب عمليا بعد حصولك على شهادة الطب وما هي الخبرات التي اكتسبتها؟

ج: اول ما تخرجت تعاقدت مع السعودية وبقيت هناك، ثم رجعت للعمل في مديرية الصحة وعملوا لي جمع شمل أنا و10 أطباء، ثم رجعت إلى غزة، وأخذت الهوية ثم رجعت للسعودية مرة أخرى..

س: هل درست في إحدى الجامعات الفلسطينية؟

ج: درست في جامعة الأزهر في كلية الطب بعض العلوم الطبية..

س:هل تعتقد بصحة طب الأعشاب وتفضله على الطب الحديث؟

ج: أنا لا أؤمن إلا بالطب الحديث، وبالممارسة العملية للطب، إلا أنه قد يوجد فيه الخير احيانا في جزئية ما..

س: هل تقرأ كثيرا في المجال الطبي؟

ج: نعم ما زلت أقرأ في المجال الطبي؛ وكان آخر بحث قرأته اليوم عن "التطور العقلي عند الطفل المنغولي مقارنة بالأسوياء".

س: هل تفضل المذاكرة ليلا أم نهارا؟

ج: في بواكير الصباح الأولى.

س: هل تقرأ القرآن مجرد قراءة وتقف عند كل آية وتتأمل فيها ترجع إلى التفاسير إذا لزم الأمر؟

ج: أول شيء من عادتي عندما استيقظ أصلي وأقرأ القرآن، ومنذ نعومة أظفاري لا يمكن أن يمر وقت يوم دون قراءة القرآن. وأنا أقرأه بتمعن وتدبر، وهناك آيات لها تفسير خاص، وهناك آيات امر عليها مرورا سريعا، وهناك آيات أرجع فيها للتفاسير ولكن من كثرة ما قرأت القرآن أصبحت أفهم أغلب المعاني.

س: هل انت شخص عصبي المزاج وتحب المشاكل والمناكفات؟

ج: حاش لله!. بالعكس أنا أحب إحقاق الحق لكل إنسان يكون أمامي، واحب كل إنسان يأخذ حقه دون ظلم.

س: المعروف عنك أنك شخص فكاهي وحاضر البديهة وسريع النكتة.. هل هذه صفات لديك من الصغر أم اكتسبتها بعدما كبرت؟

ج: هذه صفة أتصفت بها منذ نعومة أظفاري وليست اكتساب؛ فهي صفة طبيعة لدي، ودائما احاول أن أنسى الهموم بهذه الطريقة.

س: هل تعتقد أن أولادك يتمتعون بنفس ذكائك العلمي وسرعة استيعابك؟

ج: كنت أتمنى ذلك..

س: هل تشعر أنك تنتمي إلى جيل الشباب أم إلى جيل الشيوخ؟

ج: والله في الوقت ألحالي أنا من الشيوخ ولا يمكن أن أكون غير ذلك.

س: كيف تبدأ نهارك عادة؟

عادة أبدأ بقراءة القرآن وصلاة الفجر وذكر الله ثم التزود بالزاد العلمي الدنيوي.

س: ما هي هواياتك المفضلة؟

ج: أحسن هواية لي هي صيد السمك بالصنارة.

س: ماذا تتمنى لعائلة الشاعر وبماذا تنصح شباب هذه العائلة؟

ج: أول شيء أتمناه أن الله يرضى عنها دنيا وآخرة، لأنهم ذخر للوطن. كما أتمنى لشباب العائلة أن يأخذوا بقول سلفهم ويقتدوا بهم، ويهذبوا حياتهم ويتفيدوا بأخلاقهم..

س: ما هي نصيحتك التي تقدمها للحفاظ على صحة ممتازة وحيوية دائمة؟

ج: الأكل المتوازن باستمرار في وجبة الإفطار والغداء والعشاء.. والاكثار من الخضروات وشرب الماء، وعدم ملأ المعدة بالطعام حتى التخمة.

س: في نهاية لقائنا هل تحب ان تضيف شيئا؟

ج: أتمنى لكم وللعائلة التقدم والازدهار ومنفعة الغير والتمسك بكل ما تعلمناه من الكبار والود والاحترام والصدق. وكلمة "الصدق" ضعها بين قوسين.!

شكرا لك

29/10/2017

bottom of page