حوار مع د. أنور الشاعر
حاوره د. نافذ الشاعر
وصلت إلى بيت الدكتور أنور الشاعر في حي السلام الذي استقبلني بوجهه الباسم وأدبه الجم وصوته الهادئ الوقور، وجلسنا في الاستراحة المقامة بفناء البيت المقام في زاوية من حديقة كبيرة مليئة بأشجار الكلمنتينا، وبعد تقديم واجب الضيافة كان لنا معه هذا الحوار:
- عرفنا بنفسك وتاريخ ميلادك.
أنور حمدان الشاعر من مواليد رفح 1978.
- لأي فرع من عائلة الشاعر تنتمي؟
العواودة رفح.
- بماذا يمتاز هذا الفرع عن باقي أفرع العائلة؟
والله لا ميزة له إلا أنه من آل شاعر، فضلا على أنه يضم عددا لا بأس به، وهو من أكبر فروع عائلة الشاعر عددا.
- ما الشهادات العلمية التي حصلت عليها؟
حصلت على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة اليرموك بالأردن سنة 2000، وحصلت على درجة الماجستير في الحقوق من عمان سنة 2004، وحصلت على درجة الدكتوراه في القانون العام من جامعة القاهرة عام 2014.
- لماذا اخترت هذا التخصص؟
والله في بدايات تخرجي من الثانوية العامة كنت أعشق روب المحاماة بشكل عام، وكنت أعتقد أن من يمارس هذه المهنة عليه كاهل كبير في إحقاق الحق وإرجاع الحقوق لأصحابها، فضلا على أني كنت أعشق العمل الأكاديمي، وأعشق المحامين الأكاديميين، فقررت أن أكون واحدا منهم.
-ما الوظائف التي شغلتها؟
محاضر جامعي في كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية منذ 2005 حتى يومنا هذا.. ومحاضر غير متفرغ في كلية العودة والعلوم الشرطية، ومستشار قانوني لجامعة الأمة للتعليم المفتوح سنة 2008، 2009 وحاليا- قبل رئاسة البلدية- تقلدت مهام إدارية منها رئيس قسم الشريعة والفانون في الجامعة الإسلامية، ومن ثم نائب عميد كلية الشريعة والقانون، وفي الوقت الحالي أعمل رئيسا لبلدية رفح.
- لماذا انتقلت من العمل الاكاديمي إلى العمل الإداري؟
والله جميل السؤال!. في العمل الاكاديمي كنت أحاضر في مساق له علاقة بالعمل الإداري، وكان في شق كبير منه عمل البلديات؛ من حيث اللوائح والأنظمة المعمول بها في هذه البلديات من حيث تفصيل هذه اللوائح والأنظمة.. فالتخصص الدقيق في برنامج الدكتوراه هو القانون الإداري، ومنذ أن عرض علينا منصب رئاسة البلدية رغبت أن أخوض هذه التجربة رغبة في خدمة أهل رفح أولا، وتجسيد الناحية النظرية العلمية في الواقع العملي للوصول إلى مفاهيم إدارية سليمة.
- ما هي الأمور التي دعت رئيس بلدية رفح السابق صبحي أبو رضوان إلى تقديم استقالته؟
-المجلس السابق برئاسة الأستاذ صبحي أبو رضوان، رغبة منه في إنهاء مهام عملهم، لوصوله الحد الأقصى من المدد المعلومة ديمقراطيا، وهي دورتين متتاليتين بمجموع 8 سنوات، والمجلس برئاسة صبحي رضوان تجاوز هذه المدة بعام إضافي، هذا جانب. والجانب الآخر الرغبة الملحة لإعطاء فرصة لجيل الشباب، الذي نحن ننتمي إليه.
-هل تصنيف بلدية رفح +B تصنيف منخفض حسب تقييم صندوق الهيئات المحلية؟
حقيقة التصنيف وان كان متقدما إلا أنه غير مرضي، خاصة بعد تقديم اعتراض رسمي من قبل البلدية على هذا التصنيف، لأن البلدية تستحق تصنيف متقدم أكثر من ذلك، حسب المعايير المعمول بها في الوزارة المعنية!
-كيف تم اختيارك لرئاسة بلدية رفح؟
والله تم اختياري حسب رغبة وزارة الحكم المحلي في غزة، حيث تلاقت هذه الرغبة مع رغبة المجلس البلدي السابق، فتم تشكيل ما يعرف بالبيت المفتوح، حيث حضر لفيف من وجهاء ومخاتير وأعيان رفح، بحضور وكيل وزارة الحكم المحلي، طالبا من الحضور اختيار مرشحين لرئاسة البلدية، فكان بإجماع جميع الحضور، اختياري رئيسا للبلدية، وان كانت هذه الظاهرة، غير منطبقة تماما مع روح الديمقراطية، ألا وهي الانتخابات، إلا أنها جزء من حل إشكالية إنهاء خدمات المجلس البلدي السابق.
- ماذا تعني بالبيت المفتوح؟
أجبت عنه قبل قليل!. الباب المفتوح: هو دعوة الوجهاء حوالي 150 واحد، وانتخاب رئيس للبلدية ليس بشكل انتخابات رسمي. جاء وزير الحكم المحلي وقال: "لدينا الآن انقسام سياسي ولا يوجد عندنا قرار بإجراء انتخابات، والمجلس البلدي الحالي يريد تقديم استقالته، فماذا تنصحونا؟" هكذا تم بالحرف الواحد! وعندها قام رجل وقال: "نحن نرشح الدكتور أنور الشاعر"، وقام واحد ثاني وقال الدكتور أنور الشاعر، وقال واحد ثالث الدكتور أنور الشاعر، حتى وصل العدد إلى سبعة أو ثمانية.. فقال: "إذن هناك إجماع على الدكتور أنور الشاعر؟" قالوا: نعم، فقال: "خلاص يا دكتور مبارك لكم". إلى حين حدوث انتخابات أو ما شابه.
-هل تجد نفسك قادرا على القيام بأعباء البلدية وخصوصا أنه ينتظرك كم هائل من المشاكل المتراكمة عبر السنين الماضية؟
بالتأكيد! نحن ورثنا تركة ومسئولية كبيرة جدا، كان عنوانها الحصار، وعدم استيعاب البلدية لمشاريع تخدم السكان المحليين، ولكننا يقينا بالله عز وجل سنتجاوز تلك المحن، بإدارة حسنة وسليمة، وبطانة صالحة تتجاوز كافة الصعاب والمعيقات، سنحاول جاهدين إيجاد أرضية لاستيعاب المزيد من المشاريع بالإضافة الي المعاملة اللينة مع المواطنين.
-هل تعتقد أن العمل في البلدية يزيد من أعبائك ويحول بينك وبين المشاركة في مناسبات العائلة؟
العمل في البلدية له تبعاته ومسئولياته الإدارية، ولكن نحن بوصفنا رئيسا لبلدية رفح نعتبر التلاحم مع الجمهور من الواجبات الأساسية في جميع مناسباته، وسنعمل جاهدين على التواصل مع المواطنين بكافة الأشكال والصعد، وباختلاف المناسبات العامة منها والخاصة.
- ماذا تنصح شباب العائلة؟
والله نصيحتي لشباب العائلة أن يلتحموا تحت جسد واحد، فنحن بأمس الحاجة أن نكون تحت مظلة لرابطة أو مجلس تكون جميع أفرع وأذرع عائلة الشاعر تحت جناحه، حتى نعبر تعبيرا حقيقيا عن هذه العائلة الكبيرة، فانا على يقين أن هناك الكفاءات والطاقات لهذه العائلة ولكن يجب استثمارها في الجانب الأمثل من خلال مجموعة أنشطة قد تكون اجتماعية أو ثقافية أو رياضية.. ولكن تحت هيكل أو جسم إداري معلوم، يسمي مجلس إدارة عائلة الشاعر.
-كيف تبدأ يومك وكيف تختمه؟
أبدأ يومي بصلاة الفجر، ومن ثم تبدأ علاقتي الأبوية مع أولادي بمراجعات دروس أولادي، ومن ثم أتناول الإفطار مبكرا، ثم أنطلق إلى العمل عندما تصبح الساعة السابعة، على أن أستأنف معظم الأنشطة الاجتماعية بعد نهاية دوام المجلس البلدي أو البلدية.
-كم عدد الأولاد لديك؟
عندي من الأولاد سبعة، 4 ذكور ، 3 أناث.
-هل تتمنى أن يشتغلوا بالمحاماة ؟
حقيقة هذا الأمر متروك لهم، وإن كنت أتمنى ذلك، لكني عانيت عند انتسابي لكلية الحقوق، ولا أريد لأولادي أن يعانوا ما عانيته!
-هل تحب مهنة المحاماة؟
أكيد! أنا عمليا أعشق الروب الأسود الذي يلبسه المحامون، ولكني وجدت نفسي أكثر طاقة من المجال الأكاديمي، لذلك قررت أن أكمل الدراسات العليا وصولا إلى مرحلة الدكتوراه.
-ما رايك في القضاة في محاكم غزة؟
القضاة من الشريحة المهمة في المجتمع الفلسطيني- مع كل الاحترام والتقدير- وإن كانت بحاجة إلى تعزيز قدرات وتأهيل من خلال دورات علمية متخصصة، ولكن في المستوى الحالي الأمور جيدة.
- ما هي هوياتك المفضلة؟
هوياتي المفضلة كثيرة، أنا أعشق القراءة، وأعشق العمل تحت الضغط، وأحب العمل الجماعي.. وخدمة الناس شرف.
- ما هي طموحاتك للمستقبل؟
على المستوى الشخصي، أن أكون أستاذا مشاركا للقانون، أو الحصول على درجة الأستاذية في القانون، وهذا حلم يراودني من سنوات عدة. أما على المستوى العام فأتمنى تنمية شاملة لرفح، وخدمة معطاءة لا محدودة وصولا لبلدية رفح بلدية عصرية.
- نشكرك على هذا اللقاء الممتع
شكرا لكم
الاثنين 4/11/2019