top of page

لقاء مع العقيد خالد الشاعر أبو الحسن (نائب محافظ خانيونس)

حاوره د.نافذ الشاعر

-نرحب بك ونود أن تعرفنا بنفسك وتاريخ ميلادك.

بداية الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. أنا خالد حسن صالح الشاعر. مواليد 1974م، وانتمي إلى (فرع قريدو). وأفتخر بوالدي "حسن صالح الشاعر"، المربي الفاضل القدير، مدير التربية والتعليم سابقا في محافظة رفح وخانيونس. وترعرعت في أسرة كل إخواني وأخواتي فيها متعلمين ومثقفين، وأفتخر أن تكون أسرتي نموذج من نماذج عائلة الشاعر التي نفتخر بها. وكل واحد منا في مجاله يحاول ان يكون لبنة من لبنات هذه العائلة العريقة المحترمة.

-كم عدد أخوتك؟

نحن 7 أخوة و3 أخوات. واستشهد منهم أخ هو "سامي" عندما انفجرت فيه قنبلة قبل الانتفاضة الأولى. وكان لنا السبق ولنا البصمة الأولى أن يكون من عائلتي شهيد. وأكبرنا نبيل- رحمة الله عليه- كان مهندسا في السعودية. والأصغر منه "محمد" محاسب في الامارات. والأصغر منه "صالح" ماجستير وحاليا يحضر الدكتوراه في العلوم في الأحياء. والأصغر منه "ماجد" ماجستير وحاليا يحضر دكتوراه في علوم الكمبيوتر والبرمجيات ومقيم في كندا، وكان عميد كلية فلسطين التقنية في دير البلح. وأصغرهم أنا المعروف من طرفكم.

-هل لديك أولاد؟

لدي الحمد لله رب العالمين 3 أولاد و5 بنات. ولدي ثلاثة في مجالات الطب والتمريض. عندي "حسن" دكتور. و"لينا" صيدلة. و"إحسان" تمريض. والباقي صغار في المدارس. والحمد لله رب العالمين.

-ما هو تخصصك الجامعي الأول؟

والله أنا لدي تخصصان وأحمل شهادتين. أحمل دبلوم في الصيدلة. ثم أكملت تعليمي في مجال آخر هو إدارة الأعمال.

-ما الذي دفعك إلى تخصص الصيدلة؟

أنا أثناء تخرجي من الثانوية العامة كان لدي فرصة أن اخرج خارج قطاع غزة مثل كثير من الشباب. لكن- سبحان الله- كان ميولي أن أكون في فلسطين بين يدي والدي. أغلب إخواني درسوا خارج فلسطين. وكنت أشعر أن كل أخواني خارج غزة لذلك آثرت أن أكون بجانب والدي، فالتحقت بمعهد الصيدلة، وكان في وقت متأخر بعد خروج الطلاب للدراسة. والحمد لله تخرجت واشتغلت فترة طويلة في مهنة الصيدلة. وبعدين حاولت أن أكمل فوجدت أنه لابد أن أبدأ من مجال جديد، والحمد لله ربنا وفقني في اختيار إدارة الأعمال وحصلت على تخصص إدارة الأعمال.

-بما أن تخصصك الأول صيدلة- فهل تعتقد أن الأعشاب أفضل من العقاقير الطبية في العلاج؟

العقاقير والأعشاب تخصص مستقل تماما عن الأدوية. الأعشاب- كما نعلم- فيها من الطبيعة وبعيدة عن الكيماويات، وبالتالي هي الأفضل. لكن في ظل تغير حالة الناس وظروف الناس وأمراض الناس- صعب على الناس أن ترجع إلى الأعشاب أو الطب النبوي. لكن أنا أعتقد أنه لابد أن يكون في حياتنا أو في مسلكياتنا التعود على طب الأعشاب أو الطب البديل أو الطب النبوي. لأنه فيه فائدة ولا يوجد فيه أضرار. لكن العقاقير إذا لم تستخدم بطريقة صحية أو بواسطة طبيب يمكن أن تنعكس سلبا على صحة المريض. وبالتالي العودة إلى الطبيعة والأدوية الطبيعية جيد. لكن في الأمراض المستعصية لابد من الرجوع إلى العقاقير الطبية أو الأدوية المصنعة.

-هل أفادك تخصص الإدارة في حياتك العملية؟

بكل تأكيد. طبعا- إحنا بنعرف- إن الإدارة هي اليوم بديل لموضوع القيادة. اليوم لا يوجد شيء في الدنيا لا تتدخل فيها الإدارة. حتى في بيتك لازم يكون إدارة.. في السوبر ماركت لازم يكون إدارة.. في المدرسة يوجد إدارة.. في كل مجال في حياتنا يوجد إدارة.. الإدارة بتعلم صاحب هذا التخصص كيف يدير عمله ويرتب أوراقه حسب الأولويات وحسب الإمكانيات، ويحاول أن يوازن بين المصلحة والمفسدة، ويحاول أن يعرف أين هدفه ويصل إليه بطريقة إدارية ومنظمة تنظم طاقاته وإمكانياته. ومن خلال علم الإدارة يستطيع أن يخرج الإنسان- إن شاء الله- بإنجاز كبير جدا. فالإدارة مهمة جدا في كل شيء. يعني مثلا زمان كان الناس يعملون في حياتهم بطريقة تكليفية من آبائهم. يعني الأب يكلف كل واحد من أبنائه بوظيفة.. واحد يجب عليه أن يزرع. وواحد يجب عليه أن يحرث، وواحد يسقي الأرض.. هذه أشبه شيء بالإدارة لدينا. لكن اليوم يتم ذلك بشكل قانوني أو بشكل إداري أو بشكل نمطي يمكن لأي إنسان من خلال هذا العمل يدير عمله بشكل جيد. فأنا استفدت منها جدا في عملي. وأيضا هي جزء من تخصصي الذي كان فيه تسويق الأدوية، فقد كان مشروع التخرج لدي "تسويق الأدوية". وبالتالي الصيدلة أفادتني في تخصص إدارة الأعمال.

-بما أن المرحوم والدك كانت موجها للغة العربية- ألم يجعلك ذلك تميل إلى تخصص اللغة الغربية؟

رحمة الله على الوالد. لقد كان في حياته البيتية يحث إخواني وأخواتي على التعلق باللغة العربية. نحن تعلقنا فيها وورثنا منه حب الشعر ونظم الكلام، لكن- سبحان الله- في التخصص إخواني وأخواتي كلنا تخصصنا أطباء ومهندسين وفي مجالات أخرى صحية. لكن لا ننكر ان تخصص اللغة العربية يفيد في كل مجال. في الطب في الهندسة وفي كل مجال. أنا أعتقد انه يوجد بصمة من الوالد في تربيتنا وفي سلوكه معنا. وكان دائما يأتي بالجريدة التي كانت منتشرة في البيوت أيام زمان، ويقول: "كل واحد يمسك الجريدة ويقرأ" وكان كثيرا ما يعلق على بعض الأخطاء اللغوية، وبالتالي هو مدرسة ويعشق اللغة العربية، وياريت لو الزمان يعود لكنا مشينا على نهج اللغة العربية لأن أبي كان يعشقها ويحبها. وهي لغة القرآن أيضا.

-ما هي المناصب التي تقلدتها؟

في المجال الحكومي أدرت مدير المباحث العامة في محافظة رفح لفترتين حوالي 7 سنوات. وأدرت هيئة الحدود وكنت أنا مدير هيئة الحدود الأول الذي أنشأها وكونها، وقدمت مشروعا لقيادة وزارة الداخلية بكل تفاصيله ومهامه وأعبائه، وكنت أول إنسان يحمل مسئول هيئة الحدود في رفح، وبعد ذلك عملت مدير مركز شرطة، وعملت مدير مرور في الشرطة، وبعد ذلك كلفت بمدير عام للمعبر لمدة ثلاث سنوات. وحاليا أعمل نائب مدير محافظ خانيونس.

-هل تجد العمل الإداري مرهقا لك أكثر من العمل النظري؟

طبعا. نحن في مجال- نحن الصراحة- لا نحسد عليه. مجال العمل الحكومي والشرطي من أصعب الوظائف، ونحن لا نقلل من قيمة الوظائف الأخرى، لأن كل الوظائف الأخرى لها قيمة في تكامل العمل داخل الوطن. لكن أنا أعتقد أن أخطر الأعمال الوظيفية هي العمل الحكومي وبالذات في أعمال الشرطة. لأنك تتعامل مع كثير من الشرائح، يمكن أن تكون شرائح مواطنين عاديين يقدمون شكاوي واحتياجات، ولا ننسى أن الشريحة الأخرى شريحة المجرمين وأصحاب السوابق، ولابد أن يكون الإنسان له إمكانيات وصفات تؤهله أن يتعامل مع هذه الفئات بالقدر الذي يحافظ فيه على نفسه ويحمي المجتمع من هذه الفئة المقيتة التي تتمنى أن تكون معدومة.. فئة الساقطين وفئة المخالفين للقانون. لأن مجتمعنا مجتمع قبائلي يحترم العادات والتقاليد، ويبغض السقوط والاسفاف.. وبالتالي عملنا لابد أن يمزج بين انتماءاتنا الإسلامية وبين مرجعياتنا الوطنية والشعبية وبين عاداتنا وتقاليدنا، وبالتالي مهامنا خطيرة جدا ودقيقة جدا وتحتاج إلى وقت غير محدود.. ولا يوجد في عملنا دوام محدد أو عمل وظيفي مربوط بساعة معينة، ونحن يمكننا أن نواصل عملنا ليل نهار إذا- لا سمح الله- وقعت جريمة، وبالتالي انت تنسى بيتك وعلاقتك الاجتماعية وتسخِّر كل طاقتك في خدمة مجتمعك وتحاول ان تصل إلى الفاعل حتى لا يؤثر ذلك سلبا على المجتمع، لأنه كلما زادت الجرائم أو المخالفات القانونية أو المخالفات الجنائية (خلينا نسميها بالشكل القانوني) كلما انعكس سلبا على المجتمع  بعدم وجود أمن وأمان. وبالتالي نحن حريصين جدا على أن يشعر الانسان بالأمن وبالتالي يفتح باب بيته وهو نائم، لأنه يعلم أن هناك الكثير من الجنود المجهولين في المجتمع الفلسطيني.. وبالتالي مهمتنا شاقة وعظيمة. وأنا أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا ونكون على قدر المسئولية ونحافظ على مشوارنا إلى أن ينصرنا الله نصرا عظيما وترجع فلسطين كاملة. وإن شاء الله يبقى مجتمعنا مجتمعا نظيفا من الجريمة ومن الفساد ومن كل الموبقات. وهذا دور عظيم ودور كبير، وهو دور لا يكون لوحده لأن المجتمع يجب ان يكون حاضنة لهذا العمل الشرطي ويساعد على هذا العمل لأنه غير متقبل للجريمة والفساد، لأن ليس فقط الشرطي الذي يمنع الجريمة إنما المجتمع أيضا لأنه مجتمع محافظ. وأنا الآن أعمل في الشرطة منذ 24 سنة ولم أجد في مجتمعنا حاضنة اجتماعية للفساد على مستوى قطاع غزة إلا أن توجد في بعض الحارات في حالات دقيقة، ودائما الحمد لله رب العالمين نستطيع وأدها وإنهاء هذه الظواهر السلبية من مجتمعاتنا. والحمد لله رب العالمين نعمل في جهاز من الاجهزة القوية المحترمة التي لها بصماتها في المجتمع الفلسطيني.

-هل عملك كنائب محافظ لمدينة خانيونس أفادك في شيء؟

كل عمل وكل منصب أتقلده يضيف في شخصيتي وفي  رصيدي الشيء الكثير، وكلما اعتقدت أنه أصبح لدي ذخيرة وصار عندي إلمام بكثير من الأمور أكتشف أني لا زلت أحتاج للكثير من الأمور. وكل تخصص وكل مجال له علمه وأشخاصه وخباياه وبالتالي "إدارة شئون محافظة" هذا عمل مش بسيط، بالعكس هذا جزء منه عمل إداري وتقارب مع الناس ومقابلتهم وحل مشاكلهم وجزء منه إدارة الأجهزة المتخصصة. وبالتالي هذا المجال أضاف لي الشيء الكثير في فهمي وفي إدراكي وفي خبرتي ونحمد الله على كل حال.

-هل حدثت معك مواقف طريفة أثناء عملك؟

طبيعي! نحن أعمالنا كثيرة. في جانب الخطورة. نعم تعرضنا لكثير من الخطورة، لكن هذا لا يمنع أننا تعرضنا لبعض المواقف الغريبة او الطريفة، وطالما أنك تحتك مع كل فئات المجتمع فلابد أن يوجد مواقف أحيانا تبكي وتعصر القلب دما من خلال ما تشاهد من حالات اجتماعية وظروف قاسية يمر بها أهلنا. والناس تعيش في وضع اقتصادي سيء ولكنهم يعيشون في سعادة غامرة لأنهم يعلمون أن ألله هو الرازق ويرضون بما قسم لهم، ولكن في الكثير من المواقف تجد أن مجتمعنا فيه الكثير من مواقف الطرفة والاستغراب.. مجتمعنا متعدد وليس كل جانب فيه هو جانب القوة والبطش فجانب الطرفة موجودة فيه. أكثر شغلة ممكن أن تشعر بها عندما تواجه إشكالية كبيرة أو قضية مجهولة كسرقة أو قتل، يكون أصحاب هذه القصية يبكون وفي وضع إنساني سيء جدا، وفي اللحظة التي يحصلون على مسروقاتهم من الجاني ومن المعتدي تدخل السعادة والسرور على الناس. هذا الشيء كان يثلج صدورنا عندما نقوم برد المظالم إلى أهلها. وأحيانا في بعض المشاكل والظروف الخاصة بالنسبة لفقدان الأطفال والنساء وتغيبهم.. عندما تقوم بالبحث والتحري عن هؤلاء الناس تجد الطفل مختفي في مكان ما وتجد هذا الطفل أو المرأة في مكان بعيد وتحاول إرجاعه إلى أهله تدخل السرور عليهم، وبين الألم والحزن تخرج الابتسامة والسعادة. هذه مشاعر كنا نشاهدها ونعاينها بأنفسنا من الناس وكانت تدخل على قلوبنا السعادة لأننا نستطيع أن ندخل السعادة على قلوب الناس وهذا يكون حافز كبير لنا.

-بماذا تتميز عائلة الشاعر من وجهة نظرك؟

والله كل إنسان أكيد أكيد يشعر ان عائلته أفضل العائلات. لكني من خلال متابعتي ومن خلال استماعي لوالدي وأعمامي وأقاربي ومن شعوري الشخصي- أقول بان عائلة الشاعر عائلة ممتدة وكبيرة جدا، وأصولها ممتدة حتى الجزيرة العربية. وكثير من المواطنين من أصحاب العائلات القديمة في غزة يعرفون قيمة عائلة الشاعر. وأينما توجهنا عندما تذكر عائلة الشاعر يذكر  كبارها وقياداتها ومخاتيرها ولجان إصلاحها وكثير من كبار العائلة الموجودين على مستوى الوطن والشتات.. وبالتالي أتشرف أنني من هذه العائلة العريقة. وهناك بعض الإحصائيات التي تقول بان عائلة الشاعر هي الأكبر عددا في رفح وخانيونس، يعني من أكبر العائلات الموجودة على مستوى الجنوب. والحمد لله رب العالمين فيها الكثير من الشخصيات ومن حملة الشهادات ومن رجال الإصلاح ومن رؤوس الأموال وفيها من جميع التخصصات وانا أفتخر عندما أتعرف عليهم يوميا.. يعني لو عملنا مدرسة سنجد فيها من كل التخصصات  من عائلة الشاعر. لو جئنا في تخصص الطب سنجد من أبناء عائلة الشاعر من كل مجالات الطب، ونحن نفتخر أننا من هذه العائلة.. ونتمنى أن نكون أبناء بارين لهذه العائلة وأن تكون سمعة هذه العائلة في ارتفاع ونرفع اسم هذه العائلة في كل مكان وفي كل وقت إن شاء الله.

-هل أنت راض عن عائلة الشاعر؟

والله هذا سؤال محزن ! وبصراحة سؤال صعب ان أجيب عليه، ولكن أنا أشعر بألم وحزن من خلال عملي في الشرطة ومن خلال المجالات التي عملت بها. للأسف الشديد ما يظهر عن عائلة الشاعر من خلال بعض الأشخاص غير المسئولين وغير الملتزمين بآدابهم وعاداتهم وتقاليدهم الذين خرجوا عن أصولهم  التربوية وعن دينهم الاسلامي. لكن هذا أيضا يعزز كل أصحاب الغيرة على عائلة الشاعر والشرفاء أنه الأوان أن يظهر في العائلة اسمها القوي واسمها القديم من خلال أبنائها المجتهدين والذين نفتخر بهم أمثالكم وأمثال الحاج "حماد". يعني الآن نحن نعتبر جنود مجهولين لا نذكر. لكن للأسف في المجتمع السيئة تظهر وتشيع بسرعة. عندما يسقط إنسان في أحبال الرزيلة أو المخدرات تنتشر انتشار النار في الهشيم، لكن عندما يتخصص انسان في الدكتوراه أو الماجستير أو في مجال دعوي او ديني قليل من يسمع عنه، وبالتالي لابد أن يكون من واجب أبناء العائلة إظهار طاقاتنا في الكثير من المجالات التي نفتخر بها، ونحن لا ننفع عائلتنا فقط بل ننفع المجتمع ونؤثر فيه. فإذا كان تأثيرنا في عائلتنا قليل فإن تأثيرنا في الخارج أكثر، ومن خلال هذا التأثير نغير الصورة النمطية عن أبناء العائلة. وكنت في كل عمل أعمل به عندما يسمعون اسمي يستغربون فأقول لهم " في عائلة الشاعر يوجد نماذج وأنا واحد فقط من هذه النماذج البارة بعائلتها ويخدمون مجتمعاتهم وعائلتهم". لابد أن نعود إلى أصلنا وإلى عادتنا وتقاليدنا ولا نقبل على هؤلاء (الذين سقطوا في حبال الفساد والمخدرات بسبب الظروف الاجتماعية) أن يلوثوا اسم العائلة.. وأنا عندي أمل كبير بالله أننا مقدمين على توحيد العائلة وتوحيد مجتمعنا الفلسطيني ومجتمعنا في غزة وفي رفح وفي خانيونس ونكون صد منيع ضد هؤلاء الدخلاء من أصحاب الأفكار الهدامة او الساقطين أخلاقيا أو جنائيا ولن نسمح أن يكونوا ظاهرة في عائلة الشاعر.. وكثير من أبناء العائلة لن يتركوا عائلتهم- هذه العائلة العريقة والممتدة التي يجب ان يخرج منها كل شيء طيب. وإن شاء تكون هذه الأمور سحابة صيف ولا نترك لبعض المقصرين من أبناء العائلة أن يُخرجوا العائلة من مكانتها العالية إلى المكانة غير الجميلة وغير اللائقة بها.

-هل تعتقد ان عائلة الشاعر راضية عنك؟

راضية عني أنا ؟

-نعم. أنا سألتك قبلا: هل أنت راض عن عائلة الشاعر، والآن أسالك هل عائلة الشاعر راضية عنك؟

والله هذا السؤال.. ! لابد أن نسأل أنفسنا أولا هل الله راض عنا؟ وبالتالي فإن الله سيسخر لنا آباءنا وعائلاتنا وأبناءنا وأهلنا وكل المجتمع الذي نعيش فيه أن يكون راض عنا. وضروري أن يستشعر كل إنسان أن عائلته راضية عنه وأن يكون ابنا بارا لهذه العائلة. وأنا- والحمد لله رب العالمين- لا ولن أكون يوما مسيئا لعائلتي. وفي الكثير من مجالات حياتي وفي كل يوم وكل لحظة أفتخر أن هذا العمل سيكون لرفعة العائلة لأنني جزء من عائلة الشاعر. والمدح والتقييم الذي يعود لي، لا يعود لاسمي بل يعود لعائلة الشاعر. وأنا أعتقد- إن شاء الله- أنني من الأبناء البارين لعائلة الشاعر. وفي الأساس يجب أن تسعى كل العائلات الفلسطينية لأن يكون الله عز وجل راض عنها وينزل عليها البركة والسعادة واللحمة والتآلف والتراحم بينها.

-ما هي اقتراحاتك للنهوض بعائلة الشاعر؟

سؤال فعلا جميل ! لقد آن الأوان أن العائلة تتماسك وان تجتمع على كلمة سواء. والان العائلة في وضع لا تحسد عليه.. لا يوجد للعائلة كيان.. حسب ما هو موجود في المجتمعات الفلسطينية يوجد غياب للمختار الذي كانت تلتف حوله العائلة، بعد غياب كثير من المختارين وموت وفقدان العائلة الكثير من مخاتيرها. وحتى نتلافى هذه المشكلة لابد أن نستحدث نمط أو كيان جديد وحديث يمكن أن نسميه "تجمع" أو "اتحاد عائلة" أو "مجلس عائلة" مكون من جميع أرباع العائلة. وتقوم العائلة بفرز شخص من هذا الفرع في هذا المجلس ويكون المجلس هو المسؤول الأول في هذه العائلة ويتصدى لكل الأحداث وكل الفعاليات التي تخص العائلة. ومن خلال هذا العمل سيكون خروج جسم جديد يتناسب مع العصر الحالي من خلال المتغيرات التي نعيشها. وهذا التجمع يمكن أن يعيد للعائلة قوتها ويعيد لها كيانها ويعيد لكبار العائلة هيبتهم ونجتمع على كلمة واحدة. وبالتالي آن الاوان أن نخرج لهذه العائلة بهذا الجسم وبهذا الكيان حتى لا يفوتنا القطار وتنتهي حياتنا بمشاكلنا الخاصة. نحتاج دائما إلى الرجوع إلى كبارنا وأهل الخبرة وأهل العقل ونحتاج إلى طاقات الشباب وبالتالي نجمع بين الخبرة وبين العلم في هذا المجلس حتى يخرج هذا المجلس بقرار صائب. ولابد أن يكون في الأيام القادمة وفي الأسابيع القادمة مثل هذا المجلس حتى يكون هو المسئول أمام كل التحديات القائمة أمام هذه العائلة في المجتمع.

-هل تتمنى أن تكون مختارا لعائلة الشاعر؟

والله هذا السؤال عمري ما فكرت فيه ! اليوم الكاريزما الموجودة في شخص المختار- حسب العلم الحديث- لا يوجد الانسان الشامل الكامل.. ولابد أن يجتمع في المختار جميع الصفات. وللأسف الشديد عدم وجود شخصية كاملة وشاملة يتطلب منا البحث عن كل تخصص وكل مجال في كل شخصية وأن نجمع بين الشخصيات لنجمع هذه الطاقات. مثلا فينا من يمتلك المال ولا يمتلك العلم، وفينا من يمتلك الخبرة والشهادات العليا ولكن لا يمتلك العلاقات الاجتماعية. وبالتالي المختار شخصيته متكاملة تختلف عن الواقع الذي نعيشه اليوم، فقد كان المختار فيه الكرم وفيها الشهامة وفيها العلم، وفيه- أهم شيء- التفرغ لشئون عائلته. اليوم كل أفراد العائلة ينشغلون في شئونهم الخاصة. ولا يوجد انسان متفرغ لشئون العائلة أنا أو غيري، وبالتالي يجب ان تستحدث العائلة هذا التجمع الذي من خلاله تكون أفضل من وجود مختار واحد للعائلة.

 -هل تحب أن تسارع لخدمة هذه العائلة وتكون على استعداد لبذل الجهد والوقت في سبيل نهضة هذه العائلة؟

والله أنا أعتقد أنه طالما الانسان نافع لوطنه ومجتمعه لأن خيركم خيركم لأهله. وأنا أعتقد أنه يجب أن يكون للعائلة الفضل الأكبر بمساعدة أي شخص في العائلة. وأنا أشعر بالغبطة عندما يتقدم إلي شخص من عائلة الشاعر وأقوم بالمساعدة حسب الإمكانيات وحسب الظروف وحسب القانون. وأكون سعيدا جدا عندما ألتمس لشخص من عائلة الشاعر أي مساعدة حسب القانون وحسب المعمول. وأنا من الأبناء المشاركين في كل فعاليات العائلة والمشاركين في أفكار تكون إن شاء الله هي اللبنة الأولى لهذا التجمع.. وأنا أستمع لكثير من أبناء العائلة ونفكر ونجتهد للخروج بهذه العائلة. وأنا من الأبناء السعيدين والمفتخرين بهذه العائلة وإن شاء الله أقدم لعائلتي- مع الكثير من أبناء العائلة- إن شاء الله الخير الكثير.

-من هو قدوتك من وجهاء العائلة السابقين؟

والله أول قدوة والدي رحمة الله عليه.. لقد كان والدي شخصية اجتماعية وشخصية تربوية وكان ركنا أساسيا في قيادة هذه العائلة. وكثير أيضا هم قدوتي من أمثال الحاج حسن رحمة الله عليه، والحاج مرزوق البشيتي، والحاج محمد والحاج سالم والحاج حمدان.. وكثير حتى لا أظلم أحد أو أنساه.. أنا أفتخر بجميع كبار العائلة فكلهم قدموا لهذه العائلة. وطبعا قدوتي الأساسية هو الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام، ومنهم نستمد منهجنا ومنهم نستمد المعرفة وبالتالي نحن نستمد قدوتنا من آبائنا حتى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام.

-هل لديك هواية مفضلة؟

والله الهويات في مراحل العمر المتقدمة انتهت حسب الانشغالات!  لكن كان كثير من الهوايات موجودة في فترة التعليم وفي السنوات الأولى من الشباب مثل كرة القدم والسباحة.. لكنها تلاشت من خلال ضغط العمل ولا يوجد متسع ولله الحمد.

-هل تحب القراءة؟

والله القراءة كلنا نحبها، ولكن هل نعطيها حقها ونقوم بالاطلاع؟ أنا أحاول أن أتلمس بين الاوقات المناسبة لأطلع على بعض الكتب او الكتيبات الصغيرة حتى لا أترك شخصيتي تكون بعيدة عن الثقافة والفكر الحر والمستجدات.. وحتى العلوم الدينية والدنيوية لابد ان يكون الانسان ملما بها ولكن الأوقات لا تسعفنا بذلك.. لكني من أصحاب قراءة الكثير من الكتب الدينية والتاريخية.

-ما هي طموحاتك المستقبلية؟

طموحات كثيرة وكبيرة.. يوجد طموحات شخصية.. على مستوى العائلة أن أكون ابنا بارا وأبا بارا وأن أقوم كما قام والدي- رحمة الله على والدي- ويعطي والدتي الصحة والعافية. وأن أكون كما تربيت في هذه العائلة الاسلامية العريقة وفي أسرة جميلة متكاملة.. وأن أكمل رسالة والدي وأن أوصل أبنائي لمكان يستطيعوا أن يواجهوا فيه الحياة من خلال قيامي بتربيتهم التربية الاسلامية الصحيحة وأن أقوم بتعليمهم التعليم المناسب لهوياتهم حتى أكون جزء أصيل وممتد من العائلة. هذا طموح شخصي وعائلي. ولكن طموحي الأكبر أن يكرمنا الله بتحرير فلسطين وأن نسعد بالأمن والأمان وأن نرى فلسطين كاملة والقدس الشريف محررة وأن يعم النصر والسرور على مجتمعنا وعلى أهل فلسطين بالكامل وأن نشعر أن مجتمعنا الفلسطيني اخذ حقوقه بالكامل.

-نشكرك على هذا اللقاء الممتع المفيد.

شكرا لكم ونحن سعداء جدا وتشرفنا بكم ونتمنى ان تكون هناك زيارات قادمة كثيرة.

الخميس 2019/2/7

bottom of page